مفترق طرق الاختيار

كثيراً ما يسألني المتداولون سؤالاً – "ما الذي يجب علي فعله, هل أتداول بنفسي, أم أشتري اكسبيرتاً ما, أم أتّبع أحد المتداولين على إحدى منصات التداول الاجتماعي؟"

إن الإجابة بحرّية على هذا السؤال هي أمر صعب جداً, فحالة كل شخص تختلف عن حالة الآخر, لذا فكرت في أن أجيب عليه من خلال ذكر بعض الفوائد والعيوب لكل نمط من أنماط التداول, وبذلك تستطيع أن تقرر بنفسك ما يناسبك بناءً على احتياجاتك الشخصية.

المستشارين الخبراء (الاكسبيرتات)

دعونا نبدأ بالاكسبيرتات أو EA’s, والتي غالباً ما يطلق عليها أو يشار إليها بروبوتات التداول.

عادة ما تتم برمجة الاكسبيرتات بشكل مخصص لظروف سوقية معينة. لذا, في حين أنها قد تنجح لمدة يوم أو حتى لبضعة أشهر, إلا أنه بمجرد تغير ظروف السوق فقد يكون من المناسب حينها تغيير الاكسبيرت الخاص بك.

في كثير من الأحيان يتم بيع الاكسبيرتات خلال الأسواق العنيفة, وبحلول الوقت الذي تشتريها فيه, أو تشترك فيها, يكون قد انتهى صلاحية المنطق الكامن وراء عملها. من الجدير ذكره بخصوص الاكسبيرتات أنه يمكنك اختبارها على فترات ماضية, كما يمكنك أيضاً اختبارها بشكل حي ومباشر على حساب تجريبي, لكن المرجح أن نتائجها ستختلف على الحساب الحقيقي.

اسمحوا لي أن أعطيكم مثالاً, في إحدى شركات الوساطة التي عملت فيها, أقمنا مسابقة للحسابات التجريبية, و قرر أحدهم اختبار الاكسبيرت الخاص به, فحقق هذا الشخص أرباحاً تزيد عن 200 ألف دولار من حساب تجريبي رصيده الابتدائي 5000 دولار في أقل من 48 ساعة. ثم صدر خبر معين, وكان هناك تغير في ظروف التداول, وفي اليوم التالي تم مسح حساب ذلك الشخص.

ومع ذلك, فإن الاكسبيرتات عادة ما تكون متاحة بتكلفة منخفضة نوعاً ما, لذا باستخدام إدارة مالية جيدة وإجراء الأبحاث فقد تستحق التجربة إذا كنت لا تملك الوقت للتداول يدوياً أو لتحليل السوق.

يمكنك أن تبرمج الاكسبيرت بنفسك, أو يمكنك الحصول على المساعدة من مبرمج, لكن عليك أن تتذكر أنه بمجرد أن يبدأ الروبوت بالعمل, فإنه يصبح المتحكم بكل شيء ما لم توقفه. إن الهدف من البرمجة هو عدم السماح لعواطفك بالوقوف في طريقك والسماح لاستراتيجيتك بأن تعمل بشكل صحيح.

التداول الاجتماعي

دعونا نفكر في التداول الاجتماعي أو اتّباع أحد المتداولين. في عدد من الوسطاء ومزودي الخدمات ستجدون أن مبدأ التداول الاجتماعي يأخذ منحى تصاعدي. الخبر الجيد أن الشخص الذي تتبعه يكون متداولاً حقيقياً, ويمكنك أن ترى أداءه في الماضي وأن تشاركه أرباحه وآلامه. تذكّر فقط أن الأداء السابق لا يعتبر مؤشراً على الأداء المستقبلي, لكنه يمكن أن يعطي مستوى معين من الفهم حول من يمكن أن يكون ذلك الشخص وما هو اسلوب التداول الذي يستخدمه.

يمكنك أن تنظر إلى المتداول الذي تتبعه كما تنظر إلى مدير صندوقك الاستثماري, فأنت تدفع لهذا المتداول رسوم إدارة مقابل اتّباعه. المشكلة مع معظم مديري الصناديق الاستثمارية أنهم غالباً لا يكترثون إلا لأنفسهم, لذا فقد لا تتماشى مصالحك مع مصالحهم. ومع ذلك, بعضهم جيدون.

في كلتا حالتي الاكسبيرت والتداول الاجتماعي فإن الأمر يستغرق وقتاً وجهداً لتجد المناسب منهم, فهناك الآلاف لتختار منها, وبعد ذلك, إذا حصل تغير في ظروف السوق أو إذا مرّ المتداول الذي تتبعه بفترة من الحظ السيء, فسوف تعاد الكرّة من جديد.

إذا اخترت أحد الاسلوبين السابقين فتأكد من امتلاكك قائمة صغيرة تحوي عدة خيارات بديلة ووزع مخاطرك, حتى لا تضع كل البيض في سلة واحدة.

التداول اليدوي

الخيار الأخير هو الطريقة التقليدية في التداول الذاتي. هذا الاسلوب يتضمن بذل الوقت والالتزام من قبلك كمتداول لتطوير استراتيجية وخطة تداول, والالتزام بخطة التداول, واستخدام الأدوات المناسبة لإدارة المخاطر والإدارة النفسية, ثم التخلص من الانفعال النفسي جراء كسب المال, أو اكتشاف الخطأ حين تخسر المال. إنها عملية التطور المستمر والتنمية الشخصية والتي يمكن أن تكون عملية ممتعة جداً على طول الطريق. قد تصل إلى مرحلة يصبح فيها تنفيذ الصفقات مجرد وظيفة من وظائف خطة تداولك ويصبح التداول مملاً. من المهم أن تتذكر دائماً أنه إذا كانت استراتيجيتك صحيحة فالمرجح أنك ستجني المال وستعمل تقريباً كالروبوت الذي يكون ذكياً كفاية ليتدخل عند حصول تغييرات في ظروف السوق.

إلا أن هذا الاسلوب لا يناسب الجميع لأنه يتطلب وقتاً للتحليل والتداول, فإذا لم تمتلك ذلك فربما من الأنسب لك أن تفكر بأحد الخيارين السابقين.

أتمنى أن تكون هذا المقالة قد ساعدتكم على اتخاذ القرار في اختيار اسلوب التداول المناسب لاحتياجاتكم الشخصية, وشجعتكم على الانخراط في فن وعلم التداول عبر الانترنت.

إذا كنت تشعر أن هذه المادة قد ساعدتك أو يمكن أن تساعد شخصاً تعرفه, فلا تتردد في مشاركتها معه.